12 - 08 - 2025

لحظة تمرد | الحكومة تخالف الرئيس وتغضب الصحفيين!!

لحظة تمرد | الحكومة تخالف الرئيس وتغضب الصحفيين!!

إذا كان البعض يشكو من ضعف قيمة زيادة بدل التكنولوجيا الذى حددته الحكومة منتقصة بذلك ما طالب به نقيب الصحفيين الاستاذ خالد البلشي وهو 30% من قيمة البدل الحالية، بما يوازى نسبة التضخم وارتفاع أسعار أدوات التكنولوجيا التى يحتاجها الصحفى فى عمله.. ترى من المسؤول عن هذا القرار؟ الحكومة أم النقيب؟!

-  طبعا الذى حدد ووافق هى الحكومة وهذا حقها.. هى التى تدفع وتمنح، تقلل وتمنع بغض النظر عن أسم النقيب طبعا.. لماذا؟

* أولا: لأنه لو كان المنح والمنع تبعا لإسم النقيب لوقعت فى المحظور.. وأنا اربأ بها من ذلك ..كيف ؟

وصف الزيادة فى البدل بالرشوة الإنتخابية لصالح مرشح بعينه.. وهو تدخل مرفوض بكل المقاييس:-

- لأنه ببساطة ضد الحرية والديمقراطية التي ترتكز عليها الدولة المصرية فى  الدساتير المتعاقبة وأخرهم دستور 2014 

- لأنه ببساطة ضد الإنتخابات الحرة أهم أدوات الديمقراطية ومنها الحق فى الترشح والإنتخاب، بل وضد ارادة "الشعب" المواطن "السيد" في الاختيار، بالإضافة طبعا للإحتكام لرأى الاغلبية، وهو ما يتنافى مع بنود  الدستور المصرى المتعددة. 

* ثانيا: لو كانت أي زيادة فى قيمة البدل من أجل الصحفيين.. وهذا هو المرجح طبعا - من وجهة النظر المنطقية والمفترضة -،  فلا لوم على النقيب أيا كان اسمه.. واللوم - إذا جاز - يكون للحكومة التى حددت قيمتها بما لا يتناسب مع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار وخاصة خدمات التكنولوجيا التى وافقت عليها مع شركاتها.. والذي تمت على أساسها الزيادات فى الأجور للعاملين وأصحاب المعاشات على سبيل المثال لا الحصر.

* ثالثا: للمعترضين على  ضعف قيمة هذه الزيادة ويحملون النقيب المسؤولية.. ينطوى كلامهم هذا على أمر خطير جدا، أرفضه وترفضه الحكومة نفسها، باعتبار هذه الزيادة المحدودة عقوبة وعقابا حكوميا للنقيب الفائز بإرادة أغلبية أعضاء نقابة الصحفيين.. بل وتنسحب العقوبة على كل الصحفيين بمن فيهم أنصار المرشح غير الفائز، وهذا التفسير أربأ بحكومتنا الرشيدة عنه، وأنزهها من الوقوع فى هذا المطب.. والدخول فى مأزق المواجهة مع الصحفيين.. وهذا طبعا مرفوض من الجميع، الصحفيون قبل الحكومة، لأننا فى مرحلة اصطفاف وطنى ، كل شيء نعتبره من  توافه الأمور مهما كان!

* رابعا: أعتقد وهو المهم أن الحكومة خالفت رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي فى  الاجتماع الأخير، وقبله الكثير.. بالتوجيه والمطالبة من الرئيس بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، والصحافة .. هى القلب والعقل منه .

ففى الإجتماع الأخير الذي تم وحضره كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والسيد أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام... صرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن السيد الرئيس استهل الإجتماع بتوجيه التحية والتقدير لجميع العاملين في قطاع الإعلام، مشيدًا بالدور الحيوي الذي يضطلع به الإعلام المصري في بناء الشخصية الوطنية، وتشكيل وعي المواطنين، وتعريفهم بالمستجدات والتطورات على الساحتين المحلية والدولية، إلى جانب إبراز الإنجازات المحققة،  بالذوق العام، وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية.

 وأكد الرئيس في هذا السياق التزام الدولة الراسخ بإعلاء حرية التعبير، واحتضان كافة الآراء الوطنية ضمن المنظومة الإعلامية المصرية، بما يعزز من التعددية والانفتاح الفكري.. وأهمية إتاحة البيانات والمعلومات للإعلام، خاصة في أوقات الأزمات التي تحظى باهتمام الرأي العام، حتى يتم تناول الموضوعات بعيدًا عن المغالاة في الطرح أو النقص في العرض.

وأكد الرئيس على أهمية الإنفتاح على مختلف الآراء، بما يرسخ مبدأ “الرأي والرأي الآخر” داخل المنظومة الإعلامية المصرية.

وأكد دعمه لتطوير منظومة الإذاعة والتلفزيون المصري (ماسبيرو)، وتحديث المؤسسات الصحفية القومية.

وفي هذا الإطار، وافق السيد الرئيس على صرف البدل النقدي المقترح من الحكومة للسادة الصحفيين، كما وجّه بحل مشكلة مكافأة نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو.

* تخيلوا الرئيس يفكر ويطرح ويطالب ويوجه على هذه الرؤيا الشاملة للنهوض بالعمل الاعلامى والصحافة على وجه العموم.. ويوافق  وهذا ما يهمنا هنا فى هذا المقال على زيادة البدل الخاص بالتكنولوجيا لتطوير مهارات الصحفيين.. فتأتي الحكومة بعكس ما يهدف الرئيس على طول الخط.. كيف؟

الرئيس ينادي بالإنفتاح و التزام الدولة الراسخ بإعلاء حرية التعبير، واحتضان كافة الآراء الوطنية ضمن المنظومة الإعلامية المصرية، بما يعزز من التعددية والانفتاح الفكرى ...

- والحكومة تفعل العكس.. وتسمح  للبعض بتفسير ضعف الزيادة في بدل التكنولوجيا بأنه عقاب لمن صوت ضد مرشحها في الانتخابات - إن صحت هذه التسمية - ولم تدرك أن ذلك بمثابة عقاب للجمعيه العمومية للصحفيين بأكملها على اختيار الأغلبيه منهم للمرشح الذي كان "معارضا" لمرشح الحكومه من وجهه نظر البعض.

الرئيس يدعو ويطالب بالانفتاح على مختلف الآراء، بما يرسخ مبدأ “الرأي والرأي الآخر” داخل المنظومة الإعلامية المصرية.

- والحكومة تفعل العكس في تصدير صورة دعمها للمرشح الحكومي غير الفائز بتقليل القيمة في زيادة بدل التكنولوجيا حتى تضع المرشح الفائز "مرشح المعارضة" من وجهة نظر البعض في مازق، فهل هذا يتفق  هذا مع دعوة الرئيس بالإنفتاح على مختلف الأراء بما يرسخ مبدا الرأي والرأي الأخر داخل المنظومة الاعلامية المصرية

* الحكومة تخالف توجه الرئيس برفع كفاءة المنظومة الاعلامية بالتدريب وملاحقة التكنولوجيا و الصحفي فى قلب هذه المنظومة، خاصة فيما يتعلق بتدريبه ليواكب التطورات الحديثة بما يسمى بدل التكنولوجيا ، ومع إرتفاع أسعار خدمات الموبايل والانترنت ونشر الأخبار وإدارة المواقع الصحفية الالكترونية، تزداد الأعباء، خاصة مع تدنى منظومة الأجور..

* وتاتى الحكومة لتقلل قيمة بدل التكنولوجيا عن القيمة التي حدثت مشاورات حولها بين نقيب الصحفيين وبين مندوبي وزارة المالية، وبين المرشح غير الفائز وبين المالية أيضا، وقابل فيها وزير المالية ونشر صورته معه والتى جعلته يعلن وقتها إنها ستكون زيادة غير مسبوقة.. والسؤال إذا كان ماقصده هو ما حدث الآن .. فلم هذا الغضب من أنصاره بإعتبارها غير مسبوقه فى الانخفاض، واذا كان العكس فليكن غضبكم وغضبنا موجها للحكومة!

 - ماذا تقصد الحكومة من ذلك؟ 

  • هل تعاقب النقيب الذي تظنه نقيبا من جبهه المعارضة مخالفة بذلك نصوص الدستور المصري ورأي أغلبية الصحفيين في اختيار نقيبهم
  • ام انها تكافئ مرشحها الذي لم يفز بوضع المرشح الفائز في وضع حرج 
  • أم تعاقب الجمعيه العموميه للصحفيين كلها بمن فيهم من اختاروا مرشح الحكومة الذى لم يفز.. يعنى تعاقب الصحفيين على اختيارهم ومعهم أنصارها.

  - أسئلة مريرة أتمنى ألا تجد لطرحها ظلا من الواقع.. لأن الاجابة عنها ليس أحلاها مر،  ولكن مر وأمر.

  • وبصراحه أنا لا أفهم الهدف من ذلك؟!

الحكومه تفعل عكس ما يريد الرئيس.. الرئيس يوافق على زيادة البدل ثم تأتي الحكومة لتقلل من قيمة هذه الزيادة !

  • والسؤال المتشعب ماذا تقصد الحكومة من هذا كله؟ 
  • هل تخالف توجهات الرئيس، أم إنها لا تفهم توجهات الرئيس؟
  • هل تحتاج الحكومه إلى فهم أهمية وإدراك خطورة عدم اللحاق بعجلة التطور في المنظومه الإعلامية، في وقت تكون فيه أهم الحروب التى تخوضها مصر الأن هى إعلامية، حروب ضد الهوية والوعى والعنف والتطرف والإرهاب، ويقف  على خط  النار فى هذه الحروب الصحافة والاعلام  والثقافة والخطاب الديني.
  • أخيرا: أقول لجميع الزملاء تعودنا فى انتخابات نقابة الصحفيين على مر تاريخها.. أن غير الفائز يعانق الفائز بعد إعلان النتيجة.. ولم نعش أبدا حفلات المكايدة أو التربص او المرارة  التي تصل إلى التنمر من فوز هذا أو ذاك.. فالكل زملاء تجمعهم هموم وتحديات المهنة وأخطارها وهموم البحث عن الحقيقة ودفع ثمنها، وتزداد يوما بعد يوم، لذلك لايكون أمامنا الا التوحد، بإعتباره ضرورة وليس ترفا ورفاهية!!.
    ---------------------------
    بقلم: يسري السيد 
  • [email protected] 

مقالات اخرى للكاتب

لحظة تمرد | الحكومة تخالف الرئيس وتغضب الصحفيين!!